عطاءٌ مستمر منذ 1925

جمعية النهضة النسائية

نُحيل التحديات إلى فرص، ونعمل من أجل غدٍ أفضل

حياةٌ كريمة لذوي الإعاقة

لأن الحياة الكريمة حق أساسي، نلتزم في جمعيتنا بتقديم خدمات تأهيلية شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، تساهم في تحسين جودة حياتهم. من التعليم إلى التأهيل المهني والعلاج الوظيفي، نعمل على تمكينهم من رسم مسارات جديدة وتحقيق أهدافهم في بيئة داعمة ومجتمع متفهّم.

رسائل من مجتمعنا والمستفيدين

بثينة

بثينة، شابة تبلغ من العمر 25 عاماً وتعاني من متلازمة داون، نجحت في تحقيق إنجازات ملهمة بعد التحاقها بمركز النهضة للتأهيل في رام الله في العام 2011. بدأت رحلتها بتعلم مهام بسيطة، ثم تطورت مهاراتها لتشمل الخياطة والتطريز، وهي الآن تُبدع في تصميم منتجات تُعرض في بازارات المركز وتُباع لجمهور يقدر إبداعها. لم تكن بثينة في البداية سوى فتاة خجولة تواجه صعوبات في التواصل، لكنها اليوم شابة واثقة بنفسها معروفة بروح القيادة. تشارك في تنظيم الأنشطة ومساعدة زملائها، وتلعب دوراً فعالاً في تدريبات واحتفالات كشافة النهضة. قصة بثينة ليست فقط مثالاً على تطوير المهارات، بل أيضاً على قوة الدعم والثقة في تحقيق الإمكانيات الكامنة، لتصبح رمزًا للنجاح والإلهام.

سامي دار يوسف

ولد سامي دار يوسف عام 1969، والتحق بجمعية النهضة النسائية في سن السادسة، حيث تلقى العناية والرعاية اللازمة لتطوير مهاراته. حتى العام 2024، عمل سامي بجد في الجمعية كموظف براتب، ليحسن مهاراته اليومية ويقدم مساهمات قيمة، ما يجعله نموذجاً يحتذى به في المجتمع. سامي، المصاب بمتلازمة داون، هو مثال حي للتحدي والإصرار. بدأ تعلم المهارات المهنية في الجمعية، وعمل فيها على تركيب الألعاب الخشبية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ورغم التحديات التي واجهها، أثبت أن الإعاقة لا تمنع الشخص من تحقيق النجاح، بل تكون دافعًا للتفوق والإبداع.

جورج طنوس

وُلد جورج في أكتوبر 1964 في مدينة رام الله، حيث بدأت حياته بتحدٍ كبير. اكتشفت عائلته مبكرًا أنه يختلف عن الأطفال الآخرين بسبب اضطراب في النطق أثر على قدرته على التعلم. وعلى الرغم من الصعوبات، لم تتخلَّ عائلته عن أمله في تحقيق حياة أفضل له. في البداية، واجه جورج الحرمان من التعليم بسبب افتقار المدارس لبرامج تدعم احتياجاته. ولكن والدته وجدت أملاً جديدًا عندما اكتشفت مركزًا للتعليم الخاص قريبًا من منزلهم

قراءة المزيد

بفضل إصرار العائلة ودعم المركز، بدأ جورج رحلته التعليمية. كان المركز، التابع لجمعية النهضة النسائية، يلتزم بتوفير التعليم المجاني والمتخصص للأطفال ذوي الإعاقة، بهدف تمكينهم من التعلم والعمل والعيش المستقل.
تلقى جورج في المركز تعليمًا شاملاً غطى مهارات اللغة والرياضيات والرياضة، إلى جانب التدريب على المهارات الاجتماعية. وببلوغه سن الرابعة عشرة، التحق ببرنامج ما قبل المهني حيث تعلم الحرف اليدوية مثل الصنفرة والدهان وغيرها من الحرف. وعند تخرجه، بدأ العمل في مشغل الألعاب التربوية الخشبية، حيث صنع الألعاب وحصل على راتب يحقق له استقلاله المالي.
في عام 2008، بدأ جورج مرحلة جديدة في حياته، حيث تزوج وأسس عائلة. وفي عام 2009، أنجب هو وزوجته طفلًا، أسموه صبحي تيمناً باسم جده، وفقًا للتقاليد العائلية التي تقضي بأن يتم تسمية الابن الأول باسم الجد.

عبد أبو عدس

عبد، الطالب البالغ من العمر 14 عامًا، يمثل قصة نجاح ملهمة تبرز قوة الإرادة والتطور رغم التحديات. وُلد عبد وهو يعاني من إعاقة ذهنية، إلا أن ذلك لم يكن حاجزًا أمام تحقيق إنجازات متميزة بفضل دعمه من جمعية النهضة وإصراره الشخصي. بدأت رحلة عبد في الجمعية عندما كان عمره سبع سنوات، حيث التحق بالصف التعليمي الأول. ومنذ ذلك الحين، تلقى عبد رعاية شاملة شملت تنمية مهاراته اللغوية والحسابية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعلّم أساسيات العناية بالذات. لم تتوقف الرعاية عند هذا الحد، بل شملتها الأنشطة اللامنهجية التي ساهمت في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه.

قراءة المزيد

مع مرور الوقت، واصل عبد اجتهاده وانتقل إلى الصف التعليمي الثاني، حيث استمر في التطور وبناء مهارات جديدة. عُرف عبد بحبه الكبير للمركز وتعلقه بأنشطته المتنوعة، مما أظهر التزامه وإيمانه بالدعم الذي يقدمه المركز له. ومن بين الأنشطة التي برع فيها، مشاركته في “سيرك فلسطين”، حيث أظهر إبداعًا مميزًا، إلى جانب دوره الفعّال في كشافة الجمعية، حيث شارك في العديد من الفعاليات التي عززت من تفاعله الاجتماعي.
عبد يتميز بعلاقة استثنائية مع معلمته، التي تفخر بإنجازاته وتصفه بالطالب المجتهد والمثابر. من جانبه، يعبر عبد عن امتنانه لمعلمة الصف من خلال التزامه بنصائحها، مما يعكس شخصيته الطموحة والراغبة في التعلم والتطور.
كما لعبت والدة عبد دورًا محوريًا في دعمه، حيث حرصت على بناء علاقة قوية مع الجمعية ومعلميه. هذا التعاون بين الأسرة والمركز كان له الأثر الإيجابي في متابعة تطور عبد وتحقيقه لمزيد من النجاحات.
قصة عبد تجسد نموذجًا حيًا لما يمكن تحقيقه بالإصرار والدعم. إنها شهادة على أن التحديات ليست عائقًا أمام التقدم، بل فرصة لإظهار القوة الداخلية وتحقيق الإنجازات. عبد هو رمز للأمل والطموح، ودليل على أن العمل الجاد يمكنه أن يحول أصعب الظروف إلى قصة نجاح ملهمة.